الفوضى الاقتصادية العالمية الجديدة
جذور إخفاق التنمية
دار الطليعة للطباعة والنشر، بيروت 1994
في هذا الكتاب الذي يختصر جهداً نظرياً عميقاً وخبرة عملية مديدة ومعايشة للواقع عن كثب، يتعرض د. قرم إلى الأسباب الجذرية للإخفاق الذي لاقته وتلاقيه التنمية في العالم، شماله وجنوبه على حد سواء، ولعجز السياسات الاقتصادية، الليبرالية والاشتراكية، عن مواجهة ذلك ... محلـِّلاً بمقاربة مبتكرة هذه الفوضى الاقتصادية العالمية الجديدة الناجمة عن عوامل مركّبة منها: إفقار الفكر الاقتصادي، انكفاء علم الاقتصاد السياسي لمصلحة الصيارفة والإحصائيين والرياضيين والمدبرين الماليين ورجال الأعمال؛ استمرار الرؤى الإيديولوجية للتنمية؛ ضياع الاقتصادي بين النماذج النظرية المجردة والوصفات الزائفة للحداثة الاقتصادية؛ إساءة استعمال السرية المصرفية؛ تفشي اقتصاد الفساد أو ما يُسمى بالاقتصادات الجوفية أو الخفية (تجارة الأسلحة، المخدرات الممنوعات...)، وفي أحسن الأحوال الاقتصادات الريعية غير المنتجة...الخ.
وفيما يتعدّى النقد الحاد الذي يوجّهه إلى "اساطين" الليبرالية الحديثة في الاقتصاد العالمي، يدعو المؤلف إلى وجوب فتح جميع الملفات المذكورة بمنتهى الجرأة، وبعث اقتصاد سياسي حقيقي من خلال صياغة جديدة للدولة وللاقتصاد بمفردات المنطق والعدالة.