التبعيّة الاقتصاديّة
مأزق الاستدانة في العالم الثالث في المنظار التاريخي
دار الطليعة للطباعة والنشر، بيروت حزيران (يونيو) 1980
دراسة د. جورج قرم هذه تعتبر مناقضة للمذاهب الرسمية في التنمية والمعتقدات السائدة في موضوع الاستدانة والادخار. فهي تبرهن، بالوقائع التاريخية وبالأرقام، على أن القروض التي تقدمها الدول الغنية إلى الدول النامية هي أداة استغلال إضافة إلى كونها مسؤولة إلى حد بعيد عن شلّ الإمكانيات المحلية الذاتية في التنمية وعن ترسيخ قواعد التبعية التكنولوجية من خلال العلاقة العضوية بين استدانة المال واستدانة التكنولوجيا بشكل يستحيل معه توطين روح التقدم التقني المستقل والمركّز ذاتياًعبر كل فئات المجتمع.
يُعالج المؤلف معادلة التحديث المفقودة في العالم الثالث، ويشرح حقيقة التخلف الذي تعيشه البلدان النامية، مشددا على رؤيته للمستقبل وتصوره لمستلزمات استقامة حضارية جديدة تنطلق، أولا، من معالجة الواقع لا بالرومنطيقية الاقتصادية ولا بالشعبوية القائمة على تصور عقائدي للتراث، بل بزيادة الإمعان في قراءة التاريخ، ماضياً وحاضراً، وزيادة العقلانية في تخيل مسارات جديدة للتنمية عن طريق توسيع رقعة التقدم التقني المحلي وتعميم "امتيازات" الحداثة، أي إيجابيات الصناعة الحديثة والثقافة "العالمية "النابعة عنها، على جميع فئات المجتمع دون بعضها.