مدخل الى لبنان واللبنانيين
تليه اقتراحات في الإصلاح
دار الجديد، بيروت 1996
القلق، القلق وحده، دفعني الى مغامرة الكتابة عن مستقبل لبنان، ساعيا الى ربط القضايا المعقدة ببعضها ببعض على نحو مبسط ومقتضب، لا سيما ان الناس، أهل هذا البلد ، أهل بلدي، يكتفون من الواقع بما تخيله لهم الشعارات والافكار الجامدة فلا يرون حقيقة الاوضاع التي يتخبطون فيها وينجرون، من ثم، الى تأكيد أكثر السياسات اضرارا بصالحهم ومصالحهم .
واذا كان من بديهيات الاصلاح ان نشهد يوما مصالحة شعب لبنان ونخبته، وخروج طبقة سياسية جديدة من صفوف هذا الشعب تأتمّ بما تحمله من فكرة عن هذا البلد ومن مشروع له – بوشوشة القناصل وكلمات السر! – فليس لاحد، في ما بين ما نحن فيه وما نتطلع اليه، ان يعفي نفسه من مسؤوليته حيال لبنان لأنها أولا وآخرا مسؤولية ادبية وتكليف شخصي لا ينوب فيه احد عن احد.