انقجار المشرق العربي
من تأميم قناة السويس الى غزو العراق 2006-1956
دار الفرابي، بيروت،2006
هذا المؤلـّف يسدّ ثغرة كبيرة في المكتبة العربية وبشكل خاص في تأريخ الأحداث الضخمة المتتالية التي تميّز بها الوطن العربي في إطار العلاقات الصاخبة بين هذه المنطقة والدول الغربية الكبرى. والحقيقة أن المكتبة التاريخية العربية ما تزال فقيرة فيما يختص بتاريخ المنطقة المعاصر. ويأتي هذا المؤلـّف ليعطي للقارىء العربي المهتم بتاريخ وطنه ومصيره لوحة تاريخية شاملة لكل أوجه الحياة في مجتمعات المنطقة منذ تأميم قناة السويس عام 1956 وحتى غزو واحتلال العراق على يد الجيش الأميركي وحلفائه عام 2003، مستعرضاً أيضاً الروابط الخفية بين أحداث القرن التاسع عشر والقرن العشرين في كل من الشرق والغرب
ولعل هذه أول مرة يحاول مؤرّخ عربي أن يشمل عمله كل جوانب حياة المنطقة الفكرية والعقائدية والاجتماعية، وبشكل خاص الاقتصادية، نظراً لما خلقه النفط وارتفاع أسعاره المفاجىء من انقلابات في الأوضاع الاجتماعية والسياسية في الوطن العربي ابتداءً من السبعينات من القرن الماضي.
ويمتاز أيضاً الكتاب بخمسة فصول تمهيدية تستعرض وتنتقد مناهج كتابة تاريخ المنطقة من قبل أصحاب الاختصاص في الغرب أو في الشرق، كما ينتقد معظم المقولات والمفاهيم المستعملة ضمن المنظومات الإدراكية المختلفة التي تتناول رواية أحداث المنطقة من منطلقات مختلفة، بل متناقضة.
إن هذا الكتاب هو نتاج أكثر من خمس وعشرين سنة من التأمل والبحث من قبل مؤلّفه، إذ صدرت أول طبعة فرنسية له في عام 1983 ، وأول طبعة عربية في سنة 1985. وقد تتالت بعد ذلك الطبعات باللغة الفرنسية وكان المؤلف في كل مرة يضيف ليس فقط ما استجد من أحداث مفجعة، إنما أيضاً ما يمكن استنتاجه من تطور السيرورة التاريخية العربية المتميزة بالإنفجار والانحطاط في آن معاً أمام هجمة المصالح الأميركية والإسرائيلية على مقدرات الوطن.
وبناءً على قراءته المتعددة الجوانب لتاريخ المنطقة المعاصر، يدعو المؤلـّف إلى إعادة نظر شاملة في الطروحات السياسية والفكرية السائدة بغية وقف هذا التدهور المريع في أوضاع العرب في النظام الدولي واستباحة أراضيهم وكرامتهم القومية والقطرية، ناهيك عن التهميش الاقتصادي وهجرة الأدمغة التي تعاني منها المنطقة.