الفرصة الضائعة في الإصلاح المالي في لبنان/ بيروت 2001
املي ان تسهم هذه الصفحات في مناقشة قضايا الوطن مناقشة بناءة ، تسمى مستقبلا بتخطي التفكير الاقتصادي البسيط والساذج ، وبتغيير مسار البلاد نحو الافضل من جميع النواحي ، بما فيه النواحي السياسية التي تعرضت لها . كما اعتقد ان المواطن الذي يود متابعة ما حصل من امور خطيرة في عامي 1999 و 2000 في لبنان ، سيجد في هذا الكتاب ما يشفي غليله . وقد سعيت الى اعطاء القارئ افضل ما لدي من معلومات وطروحات فكرية وعلمية ، مختتما بذلك هذه الحقبة القصيرة والحافلة في آن، من حياتي ، هذه المغامرة الجميلة المرة في سراديب الحكم والسياسة . وقد شعرت ان من واجبي تجاه الوطن والمواطنين التواقين الى التغيير والاصلاح ، القيام بهذا الجهد الاضافي . فالاصلاح في لبنان قضية مركزية رئيسية لا مفر منها خصوصا في الظروف التي نمر بها . لذلك كان لا بد لي من عرض كل قضايا الاصلاح، وتفسير ما حصل من أنجازات، وتعثر، خلال عامي 1999 و 2000، في هذا المجال. فقضايا الأصلاح ينبغي ان تكون اكثر من اي وقت مضى ، عنوانا رئيسيا في حيات لبنان العامة وحياة لبنان الخاصة لكل المواطنين القلقين على مصيرهم ومصير اولادهم .
هل كانت التجربة حرية بالخوض ؟ لا جواب قاطعا لدي عن هذا السوأل . انني احب لبنان وانني كأي لبناني ، قلق على مصير لبنان فهل كان بالامكان التهرب من التجربة . مهما كان ثمنها غاليا؟ اعتقد ان ما حصل خلال تينك السنتين يكون مخزونا هاما متعدد الجوانب ، في محاولة اصلاحية ما يزال خطاب القسم عنوانا رئيسيا لها . وقد يستفيد من هذا المخزون فريق يأتي يوما ما لاجراء الاصلاح الذي لا مفر منه .